بيان ندوة حوار الديانات
انعقد
بالرباط يوم 16/02/1998 يوم تأملي حول: "الحوار بين الأديان التوحيدية
الثلاثة: نحو ثقافة السلام"، وأصدر إبلاغا، مما جاء فيه:
"نحن
الممثلين لديانات اليهودية والمسيحية والإسلام، المجتهدين بالرباط للتفكير معا في
الوسائل الكفيلة بتعزيز وتدعيم الحوار بين الأديان السماوية الثلاثة، تحت الرعاية
السامية لجلالة الملك الحسن الثاني ملك المغرب، وبمبادرة من المدير العام لليونسكو
ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والثقافة للمملكة المغربي:
*إذ
نذكر بالقرار الصادر عن المؤتمر العام لليونسكو في شهر أكتوبر درر 1995 والمتعلق
بضرورة النهوض بثقافة السلام باعتبارها ثقافة تعايش وتشارك، مؤسسة على مبادئ
الحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والتضامن، ثقافة تنبذ العنف وتتمسك بتجنب
الصراعات في منابعها، وبحل المشاكل عبر الحوار والتداول، ثقافة تضمن للجميع ممارسة
كلية لحقوقهم ووسائل المشاركة الكاملة في التنمية الذاتية لمجتمعاتهم:
*إذ
نذكر كذلك بالإعلان حول دور الأديان في النهوض بثقافة السلام (برشلونة دجنبر 1994)
وبمقترحات اجتماع حول مشروع "سبل الإيمان" (الرباط يونيو 1995) وبإعلان
مالطة المعتمد في إطار نفس المشروع (يونيو 1997).
*وإذ
نهنئ أنفسنا بالتظاهرات التي نظمت مؤخرا في مجال الحوار بين الأديان
كـ"الملتقى حول تأثير الدين في أفق قرن جديد" الذي انعقد بقرطبة في
فبراير 1998 أو تلك التي ستنعقد في المستقبل قريب:
ـ
لنؤكد وبقوة القيم الأخلاقية المشتركة بين أدياننا التوحيدية، وهي العدالة،
والتفاهم، والرحمة، والتواضع، والتسامح، والتضامن، والتشارك، والحوار ونبذ العنف،
التي ينبغي أن تجمع لا أن تفرق، وأن تساهم في التضامن الأخلاقي لا في المواجهة بين
الحضارات:
ـ
ونعبر عن اقتناعنا الراسخ بأن كل أشكال اللاتسامح والترهيب والقهر والتمييز والعنف
تتعارض مع الرسالة الجوهرية لأدياننا وهي إشاعة الحب والسلام، كما ندعو وسائل
الإعلام إلى تجنب وصف الأديان أو نعتها بما يتعارض مع تعاليمها.
ـ
ونؤكد بأن التنوع الثقافي يمثل ثروة للإنسانية وإن هذا التنوع الثقافيوالديني هو
أساس السلام والمستديم:
ـ
وندعو بكل قوة إلى الحوار الموسع بين كل القناعات والمعتقدات من أجل الدعوة
المتكررة إلى قيمها العميقة في سبيل وضع حد للاتسامح والعنف وإقامة منظومة قيم
كونية مؤسسة على العدالة والتضامن الأخلاقي والفكري للإنسانية، حتى نخلف للأجيال
المقبلة عالما تحركه دينامية السلام.
ـ
ونعتبر أن الدعوة السامية لصاحب الجلالة الملك الحسن الثاني والمبادرة القيمة
للمدير العام لليونسكو بتنظيم هذا اليوم التأملي ينبغي أن يتوجا بإحداث بنية
للتفكير والعمل بالمغرب تتكون من ممثلي الأديان التوحيدية الثلاثة، تتولى تحديد
أنشطة تستهدف فئات مختلفة وتعمل على تشجيع التفاهم المتبادل نحو ثقافة السلام.
ـ
وندعو باستعجال منظمة اليونسكو إلى وضع الآليات الملائمة لمواكبة وتدعيم مبادرة
الحوار بين الديان الإبراهيمية حول ثقافة السلام، وكذا التي تهدف إلى توسيع الحوار
ليشمل عقائد أخرى.
ـ
ونعتبر أن أسمى ما نأمله هو أن تتواصل المجهودات المبذولة من طرف اليونسكو إلى
دوام الحوار بين الديان وأن تترجم هذه المجهودات إلى أعمال ملموسة تسعى إلى ترسيخ
ثقافة السلام، وبوجه خاص:
أ
ـ تلك التي تستهدف الشباب عن طريق وضع وسائل ديناميكية تهدف بالخصوص إلى تغيير
السلوكات اليومية.
ب
ـ وتلك التي تسمح بإعادة قراءة تاريخنا المشترك من أجل التوفيق بين التأويلات
المتناقضة التي نكونها عنه.
ج
ـ وتلك التي ترمي إلى وصف الوضعية الحالية لتدريس الديانات بالدول الأعضاء وكذا
وضعية تدريس تاريخ المنظومات اللاهوتية.
د
ـ وتلك التي تتوجه إلى وسائل الإعلام من أجل تزويدها بالمعلومات الملائمة لمحاربة
الأحكام التمييزية الجامدة.
ـ
ونوصي بأن ينطلق جزء كبير من الأنشطة المشار إليها أعلاه في إطار كرسي جامعي
لليونسكو يقع إحداثه في المغرب لهذا الغرض ويتولى أيضا مهمة مساعدة الدول الأعضاء
على إنشاء لجان وطنية للحوار بين الدياناتn