تقرير عن
الدورة السابعة للمؤتمر
القومي العربي
الدار
البيضاء 19 ـ 21 مارس 1997
عبد الإله بلقزيز
احتضنت مدينة الدار البيضاء أشغال المؤتمر القومي العربي في
دورته السابعة في الفترة ما بين 19 و21 مارس 1997، في أول تظاهرة سياسية ـ فكرية
قومية من هذا المستوى يشهدها المغرب. ولقد قرأ الجميع حدث الترخيص بعقد دورة المؤتمر
في المغـرب، بوصفه إشارة رسمية دالة على ميل جديد في التعاطي الرسمي مع الشأن
القومـي، وخاصة مع مؤسساته غير الحكومية، وعلى اتجاه نحو تقديم مزيد من الطمأنة
لقوى المعارضة التي احتضنت المؤتمر، وبالتحديد : الكونفدرالية الديمقراطية للشغل،
والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وكانت
ذروة تلك الإشارات توجيه رسالة ملكية إلى المؤتمر في جلسة الافتتاح، تلاها السيد
محمد الكتاني، المكلف بمهمة في الديوان الملكي.
جلسة الافتتاح، التي ترأسها الأمين العام المساعد للمؤتمر
الأستاذ (الفقيه) محمد البصري، تميزت ـ إلى جانب الرسالة الملكية ـ بالكلمات التي
تعاقبت على إلقائها شخصيات من المؤتمر منها الأمين العام للمؤتمر القومي العربي
الأستاذ عبدالحميد المهـري، والأمين العام السابق (المؤسس) الدكتور خير الدين
حسيب، والرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلّة، ورئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد
عويدات، وزعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد دادة، والزعيم الإسلامي الأردني ليث
شبيلات، والكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل محمد نوبير الأموي. وقد أجمعت كلها على أهمية
عقد هذه الدورة في المغرب.
عرض المؤتمر على جلساته
تقريره السنوي المعَدّ من قبل فريق من الباحثين والخبراء في المؤتمر ("تقرير
عن حال الأمة"). وكانت موضوعاته خلفية للمناقشات التي دارت في جلسات فرعية
كما في جلسات عامـة على مدار ثلاثة أيام. وكان المؤتمر القومي العربي قد
أقر في هذه الدورة صيغة الجلسات الفرعية؛ وهكذا توزع أعضاؤه على لجان أربع هي :
ـ لجنة العلاقة بين الدولة ولمجتمع : وقد ناقشت مسألتين
رئيسيتين : حال الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوطن العربي، والحوار والمصالحة
الداخلية في الأقطار العربية. وقد قدم عضو الأمانة العامة للمؤتمر ورقة في الموضوع
حملت عنـوان : "الانتقال
الديمقراطـي في الوطن العربي : العوائق والممكنات".
ـ لجنة الأمن القومي العربي : تداولت الرأي في قضيتين
مركزيتين هما : تطورات الصراع العربي ـ الصهيوني والموقف منها، والحصار المفروض
على بعض الأقطار العربية وكيفية مقاومته وتجاوز آثاره.
ـ لجنة العلاقات العربية ـ العربية : وتناولت مسائل
ثلاث هي: النظام الإقليمي العربي ووسائل تفعيله، والمشاريع الإقليمية البديلـة
وسبل مقاومتها، والأزمـات في بعض العلاقات الثنائية العربية.
ـ لجنة التنمية : ودارت مناقشاتـها حول : عجز برامج التنمية
الوطنية، وتزايد معدلات التبعية الاقتصادية، وتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي
العربي، والتحديات العلمية والتِّـقانية، وتحصين الثقافة العربية في وجه الاختراق،
وتطوير واقع المؤسسات الثقافية العربية.
دارت مناقشات اللجان على مدار يوم ونصف اليوم، وأديرت من طرف
رؤساء دائمين لجلساتـها، كما صاغ مقرروها تقارير عنها عرضـت على الجلسات
العامة وكانت مادة مداولاتـها، ومادة البيان الختامي الـذي شكل
المؤتمر لجنة لصياغة مؤلفـه من : معن بشور، عبدالإله بلقزيز، أحمد يوسف أحمد، فؤاد
زيدان، فضلا عن مقرري اللجان.
وبعد مناقشة التقرير
المالي، ناقش المؤتمر بيانه الختامي، وصادق على مسودته مع إدخال بعض التعديلات.
كما انتخب أجهزته الجديدة (الأمانة العامة، واللجنة التنفيذيـة)، وانتخبت مجددا
الأستاذ عبدالحميد المهري أمينا عاما له. وقد اختتم المؤتمر أشغاله بعقد الأمانة
العامة الجديدة ندوة صحفية، وبإلقاء عضو المؤتمر الدكتور محمد عابـد الجابري
محاضرة عامة في موضوع : "نظام القيم في الثقافة العربية الإسلامية"
حضرها ـ إلى جانـب أعضاء المؤتمر ـ جمهور كبير من المثقفين والمهتمين.