ص1      الفهرس   المحور 

 

 

غصن لا زال يميد

 

محمد الميموني

 

لعل ذاك المندهش الوافد

من قبل أن يطأ الأرض

شك في ثباتها

وعاين الوجود

وهو ينتفي من ذاته

وعاين التعداد في الظلال

وانفراد السنديانة بالواحد.

وبعد جهد

صادف الطريق

في اتجاه اللانهاية

وخلسة

رآها تختفي

وراء تلك السنديانة

بلا مسافة

بين القيام والقيامة

فذلك زمان اللازمان

بين رحيل الطير

وارتعاشة الأغصان.

متى أتيت

كم أتى عليك من أزمان؟

أفنيت عمر الدنيا

وحين كان قابيل

يواري جثة أخيه

كنتُ ابن أعوام

وكنت مع يوسف في البئر

إذ أضاعه الأخوان

وحين اجتمع الوقت

على وجه سماء من زجاج

وأرض من نحاس

نسخت آية السوى

وقلت للمبشر الجديد:

لو مت أمس

فاتني العيان

وثمرات الفعل في الأحوال.

أحسست بالفضاء المستحيل

وبخواء عالم المرايا

وبنفاذ جرعة الوجود

وصحو كل تائه يعود

بخف لا يعوض الفقيد

لكنه يحن

ويعيد خطواته

كطائر يعود للغصن

والغصن لا زال يميد

كرحلة الكلام

بين عالم الأملاك والأسماك من شاهق لساجد

وفي خضم اللامعنى

يعود

لمجمع الفروق

ومفترق الجموع.

يا راعي الرياح منذ أول الطيوب والطيور

تأوي إليك آخر القطعان

وألف شيء شارد

يأتي من لا مكان

يأتي مما ملكته

برؤية الشهود والعيان

يأتي من المفاجأة

وأنت في غنائك القديم

للنجمة العليا

التي تأتيك كل ليلة

بالنبأ العظيم.